لم ينتخب الشيليون، يوم 19 ديسمبر 2021، اليساري غابريال بوريك رئيسا في انتخابات عقابية لرئيس في السلطة ولا في انتخابات وقف فيها الناخبون في صف واحد لمنع مرور مرشح آخر ينبذونه
الانتخابات الرئاسية الشيلية كانت مواجهة مفتوحة بين مشروعين سياسيين وإقتصاديين: المشروع اليميني بقيادة مرشح المتطرف، جوزي أنطونيو كاست ومشروع يساري بقيادة شاب يمثل نقيض منافسه، بعدما ظلت الرئاسة يسيطر عليها تيارين كل واحد منهما بمثابة الوجه الثاني النفس عملة الأول (وسط اليمين ووسط اليسار) ا
فاز غابريال بوريتش بأكثر من 55 بالمائة من أصوات الناخبين، بينما نال تكتل اليمين بكل أطيافه أقل من 45 بالمائة من الأصوات. ما يعني أن الشيليين إختاروا عن قناعة مشروع اليسار، وما يعني أيضا أن هذا الفوز هو إنتصار لليسار العالمي الذي تراجعت شعبيته ويواجه صعوبات في كل القارات
ويعني هذا الفوز أيضا أن الشيليين إنتظروا 48 سنة ليختاروا بأنفسهم بين الرئيس سالفادور ألاندي الذي إنتخبوه رئيسا لهم سنة 1970 والجنرال بينوشي الذي إنقلب عليه سنة 1973 وأدخل البلاد في ديكتاتورية عسكرية إلى غاية 1990
كيف نجحت الثورة الشيلية؟
إنتخاب غابريال بوريتش هو تتويج لمسار ثوري إنطلق سنة 2019، تزامنا مع المسار الثوري أو الحراك الشعبي في الجزائر. وقبلها كانت الثورة الطلابية سنة 2011 التي برز فيها الرئيس الجديد كزعيم سياسي وهوآنذاك صاحب ال25 عاما فقط
وعكس الثورة الشعبية الجزائرية التي اصطدمت بإصرار قيادة الجيش على تنظيم إنتخابات رئاسية بعد رحيل بوتفليقة، فإن الثورة الشيلية أسقطت الدستور الساري في البلاد منذ عهد بينوشي
ويواصل النواب ال155 الذين تم إنتخابهم للعضوية في المجلس التأسيسي، رحلتهم الميدانية لعرض نتائج العمل الجاري لإعداد الدستور الجديد، والمقرر أن تنتهي صياغته في جويلية من العام القادم
وهنا يكمن الانتصار الثالث الذي حققته الثورة الشيلية، حيث وضع الشيليون بإختيارهم غابريال بوريك رئيسا، حدا نهائيا للبينوشية كعقيدة حكم في بلادهم